اعتقد العلماء لفترة زمنية طويلة أن استخدام الأدوات كان حكرًا على الانسان و من عائلة
القرود اقتصر الأمر على الشمبانزي فقط... أما الآن فهذه الرؤية بدأت في التغير بشكل
كبير.
السبب في هذا التغيير كان مراقبة الغوريللات في محمية الكونغو حيث تمت مشاهدة
غوريللا تبلغ من العمر عامين و نصف و هي تقوم باستعمال الحجارة لتهشم الجوز لتتمكن
من استخراج الزيت منه... و في حالة أخرى تمت مراقبة غوريللا أنثى و هي تستعمل فرع
شجرة كعصا لقياس عمق المياه خلال قطعها من جانب بحيرة صغيرة الى الجانب الآخر.
يؤكد كل من تابع الغوريللات أنها لا تقوم بهذه الأعمال مقلدًة ما يقوم به غيرها أمامها حيث أن الغوريللا الصغيرة (مهشمة الجوز)
مث ً لا موجودة في مساحة انفرادية دون الاحتكاك بغيرها من الغوريللات أو أي أنواع أخرى من القرود منذ ولادتها.
هذا الاكتشاف يلقي بضوئه على فهمنا لعملية التطور، فهي تدل بوضوح أن استخدام الأدوات لم يبدأ بظهور الانسان و الشمبانزي و
إنما يعود الى مرحلة سابقة في سلم التطور عندما كان أسلاف الإنسان و القردة لا يزالوا يجوبون الأرض.
يقول العالم غوتفرايد هوهمان العامل في معهد ماكس بلانك في ألمانيا أن "هذا السلوك يعني أن الغوريللات تمتلك درجة أعلى في فهمها
للبيئة المحيطة بها مما اعتقدنا سابقًا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق